كان مذهب أهل السنة والجماعة هو الغالب على إيران إلاّ في مناطق معينة كطبرستان ، والريّ ، وقم ، وأقسام من خراسان ، وقد ذكر المؤرخون عللاً وأسباباً في تشيع إيران (١) ، إلاّ أنّ الثابت هو حدوثه في عهد العلاّمة الحلّي «الحسن بن يوسف» المتوفى ٧٢٦ هـ الذي كان السبب في تشيع السلطان الجايتو محمّد المغولي الملقّب بشاه خدابنده المتوفى ٧١٧ أو ٧١٩ هـ.
فلما تشيع السلطان أمر في تمام ممالكه بتغيير الخطبة وإسقاط أسامي الثلاثة عنها ، وبذكر أسامي أمير المؤمنين عليهالسلام وسائر الأئمّة : على المنابر ، وبذكر «حيّ على خير العمل» في الأذان ، وبتغيير السّكّة ونقش الأسامي المباركة عليها (٢).
نقل السمهودي في (وفاء الوفاء) : ... عن ابن فرحون المتوفى سنة ٧٩٩ هـ قوله : وقد تساهل من كان قبلنا فزادوا على الحجرة الشريفة مقصورة كبيرة ... وكانت بدعة وضلالة يصلي فيها الشيعة ... ولقد كنت أسمع بعضهم يقف على بابها ويؤذّن بأعلى صوته «حيّ على خير العمل» وكانت مواطن تدريسهم وخلوة علمائهم (٣).
وذكر صاحب التحفة اللطيفة في ترجمة عزاز ، أحد الاشراف : كان يقف على باب المقصورة المحيطة بالحجرة النبوية ويؤذّن بأعلى صوته من غير خوف ولا فزع
__________________
(١) طبع موخراً المؤرخ الحجة الشيخ رسول جعفريان رسالة الجايتو والتي ألفها باللغة الفارسية موضحاً فيها أسباب تشيعه فليراجع.
(٢) روضة المتقين للعلاّمة المجلسي ٩ : ٣٠ احقاق الحق ١ : ١١ ، أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦ ، مجالس المؤمنين ٢ : ٣٥٦. وانظر : خاتمة مستدرك الوسائل للنوري وغيرها.
(٣) وفاء الوفاء للسمهودي ١ ـ ٢ : ٦١٢ الفصل ٢٧.