حضرموت ونواحيها لكونهم لم يخطبوا له [بعد أن سيطر على أغلب اليمن] فالتقى هو والأمير حسين الرصاص ، لكون بلده أقرب البلدان إلى دولة الإمام إسماعيل ، وحصل منهم قتال ، فلما عجز الإمام أحمد بن الحسن اُرسل إلى قبيلة يافع ـ وهم قبائل كثيرون ـ بالأموال خفية ، وطلبوا منه أن يكونوا معه على الرصاص ... فتجهزوا على الرصاص وأتوه على غرة ... حتّى قتل ... واستولى الزيدية على غالب حضرموت.
ثمّ في سنة ١٠٧٠ استولى على حضرموت كلها ، وأمرهم أن يزيدوا في الأذان «حيّ على خير العمل» وترك الترضي عن الشيخين ... ثمّ لم يزل الإمام إسماعيل قائماً بأعباء الإمامة الكبرى إلى أن توفّاه الله تعالى إلى رحمته سنة ١٠٨٧ هـ (١).
قال عبدالحي بن فخر الدين الحسيني (المتوفى ١٣٤١ هـ) في (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) : ... الزيدية بعد ما خالف الشريف حمود بن محمّد على أهل نجد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف أن يزيد أهلها قول «حيّ على خير العمل» في ندائهم للصلوات ويَدَعُوا ما توارثوه من السلف في أذان الفجر من قولهم «الصلاة خير من النوم» فإنه كان يراها بدعة إنّما أحدثها عمر رضي الله عنه في إمرته (٢).
وأختم حديثي بما نقله القلقشندي في صبح الأعشى عن الزيدية فقال : ... وهم
__________________
(١) سمط النجوم العوالي ٤ : ١٩٨ ـ ٢٠٠.
(٢) نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر : ١٦٤٦.