اسمك باسم ربِّ العالمين (١) ، وهل هذان القولان إلاّ وجهٌ آخر للرواية التي وُضِعت وادَّعت أنّ بلالاً كان يؤذن «أشهد ان لا إله إلاّ الله ، حيّ على الصلاة» فقال عمر : قل في إثرها «أشهد أنّ محمّداً رسول الله»؟! وعنوا بذلك أنّ ذكر اسمه صلىاللهعليهوآله في الأذان لم يكن من الله ، بل كان باقتراح فقط!!
وبعد هذا فلا يمكن تبرير فعل معاوية والقول بأنّه تعرّف على المصلحة أو اجتهد قبال النص ، بل الأمر تجاوز ذلك ، ودخل في إطار تكذيب الرسالة ، وتهرئة أصل من أكبر أصول الشريعة ، وهو الاعتقاد بنبوة محمّد المصطفى.
ومما يحتمل في الأمر هو أنّ هذه الرؤية تجاه ذكر اسم النبي في الأذان وأمثالها ، هي التي رسّخت فكرة كون الأذان مناماً ، وهي التي أقلقت الرسول المصطفى حتّى جعلته لا يُرى ضاحكاً بعد رؤياه التي رأى فيها الغاصبين ينزون على منبره نزو القردة.
وليس من الصدفة في شيء الترابط الموجود بين أن يرى رسول الله الشجرة الملعونة في منامه وبين أن يُسفّه الأمويّون مسألة الرؤيا ، ويعزون الإسراء والمعراج إلى رؤيا لا تعدو كونها مناماً!
__________________
(١) وقد استمرت هذه الرؤية عند البعض بعد معاوية ، فروى المفضل بن عمر أنه سمع في مسجد الرسول صاحب ابن أبي العوجاء يقول له : ان محمداً استجاب له العقلاء وقد قرن اسمه باسم ناموسه [أي الله جل وعلا] ..
فقال ابن أبي العوجاء : دع ذكر محمد فقد تحير فيه عقلي وحدّثني عن الاصل الذي جاء به ... «بحار الأنوار ٤ : ١٨».
ومثل ذلك ما حكاه رشاد خليفة عن جماعة ان تكرار الشهادة الثانية «أشهد أن محمداً رسول الله» بجنب الشهادة الاولى «أشهد ان لا إله إلاّ الله» يعد شركاً أكبر «انظر القرآن والحديث والإسلام : ٣٨ ، ٤١ ، ٤٣ وكتابه الآخر قران أم حديث : ٢٠ ، ٣٣».