فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال : نساؤه من أهل بيته؟! ولكنّ أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قال : ومن هم؟
قال : هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة؟
قال : نعم (١).
وعن أبي هريرة : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خُمّ لمّا أخذ النبيّ بيد عليّ بن أبي طالب فقال : ألستُ وليَّ المؤمنين؟
قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه.
فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم! فأنزل الله عزّوجلّ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً) (٢).
كانت هذه مقدمة أتينا بها كي نوضّح وجه أفضلية الولاية على العبادات الأربع الأخرى ، إذ الصلاة تتركها الحائض ، والصوم يتركه المريض ، والزكاة والحج ساقطان عن الفقير ، أمّا الولاية فهي واجبة على الصحيح والمر يض والغني
__________________
(١) صحيح مسلم ٧ : ١٢٢ ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٧.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٣٣ ، الدر المنثور ٢ : ٢٥٩ ، تاريخ بغداد ٨ : ٢٩٠.