فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم من الإجابة إلى ذلك لميلهم إلى العلويين ، فلم يصغ نور الدين إلى قوله وأرسل إليه يلزمه إلزاماً لا فسحة له فيه (١).
جاء في (نهاية الأرب في فنون الأدب) : ... كان انقراض هذه الدولة عند خلع العاضد لدين الله ، وذلك في يوم الجمعة لسبع مضين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة ، وكان سبب ذلك أنّ صلاح الدين يوسف لمّا ثبتت قدمه في صلب الديار المصرية واستمال الناس بالأموال ، قتل مؤتمن الخلافة جوهراً ... ونصب مكانه قراقوس الأسدي الخصي خادم عمّه ، ثمّ كانت وقعة السودان فأفناهم بالقتل ... ثمّ أسقط من الأذان قولهم «حيّ على خير العمل» ، وأبطل مجلس الدعوة ، وضعف أمر العاضد معه إلى الغاية ، فعند ذلك كتب الملك العادل نور الدين إلى الملك الناصر صلاح الدين يأمره بالقبض على العاضد وأقاربه والخطبة للخليفة المستضي بنور الله ، وكان المستضيء قد راسله في ذلك فامتنع صلاح الدين ... (٢)
وذكر ابن العماد في الشذرات هذا الموضوع فيما جرى في سنة ٥٦٩ ، فقال : وفيها مات نور الدين الملك العادل أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ، تملَّك حلب بعد أبيه ثّم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة وكان مولده في شوال سنة ٥١١ .... وأزال الأذان بـ «حيّ على خير العمل» وبنى المدارس وسور دمشق (٣).
__________________
(١) انظر الكامل ٩ : ١١١ وعنه في الروضتين في اخبار الدولتين ٢ : ١٩٠.
(٢) نهاية الارب في فنون الادب الفن ٥/القسم ٥/ الباب ١٢ أخبار الملوك العبيديون.
(٣) انظر : شذرات الذهب ٤ : ٢٢٨.