بيوتهن ... (١)
وممّا يجب التنويه به هنا هو أن الحكام ـ بوصفهم حكّاماً ـ قد يتخذون بعض المواقف لمصلحة ، وقد تتدخل السياسة في بعض تصرفاتهم ، ولا أستثني الفاطميين من العباسيين أو العكس ، فهم بشر كغيرهم لهم ميولاتهم ونزعاتهم ، ولا يمكن النجاة من ذلك إلاّ بالإمام المعصوم.
بل الذي ذكرناه أو نذكره ما هو إلاّ بيان لامتداد النهجين ، وإن استُغلّ من قبل الحكام في بعض الحالات.
ذكر ناصر خسرو المروزي الملقّب بحجّة المتوفّى سنة ٤٥٠ هـ في رحلته وعند حديثه عن أحوال مدينة اليمامة : ... وأمراؤها علويّون منذ القديم ، ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم .... ومذهبهم الزيديّة ، ويقولون في الإقامة (محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل) (٢).
جاء في (النجوم الزاهرة) : أنّ الحاكم بأمر الله العبيدي أرسل إلى مدينة الرسول إلى دار جعفر الصادق مَن فتحها وأخذ منها ما كان فيها من مصحف وسرير والآت. وكان الذي فتحها ختكين العضدي الداعي ، وحمل معه رسوم الأشراف ، وعاد إلى مصر بما وجد في الدار. وخرج معه من شيوخ العلوية جماعة ، فلمّا وصلوا
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٧ : ٣٠٥ حوادث سنة ٤١١.
(٢) سفر نامه ناصر خسرو : ١٢٢.