يقدّم رهط النبي صلىاللهعليهوآله على قومه وعلى جميع الاقوام ، لكن العقلية الأموية والمروانية كانت تسعى في طمس آثار آل الرسول بكل ثقلها وجهدها.
وفي العصر العباسي ، دخل الإمام عليّ الهادي عليهالسلام يوماً على المتوكّل فقال له المتوكل : يا أبا الحسن مَن أشعر الناس؟ ـ وكان قد سأل قبله عليّ بن الجهم ، فذكر شعراء الجاهلية وشعراء الإسلام ـ فلما سأل الإمامَ قال : عليّ الحماني حيث يقول :
لقد فاخَرَتْنا من قريش عصابةٌ |
|
بمطّ خُدود وامتدادِ أصابعِ |
فلمّا تَنازَعنا المقالَ قضى لنا |
|
عليهم بما نهوى نداءُ الصَّوامعِ |
قال المتوكّل : وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال : «أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله» جدّي أم جدّك؟ فضحك المتوكل ثمّ قال : هو جدّك لا ندفعك عنه (١).
تَرانا سُكوتاً والشهيدُ بفضلِنا |
|
تَراهُ جَهيرَ الصوتِ في كلِّ جامعِ |
بأنّ رسولَ اللهِ أحمدَ جدُّنا |
|
ونحن بَنوهُ كالنجومِ الطَّوالعِ (٢) |
فكان الأذان وفيه اسم محمّد ، المرفوع ذكره ، المستتبع لرفع ذكر الأئمّة من أولاده (٣) ، كان ذلك أكبر مفخرة للمسلم الحقيقي ، كما كان يؤذي أعداء الإسلام الذين ارتدوا بسبب المعراج ، ويؤذي من أرادوا جعل الأذان وفصوله أحلاماً واقتراحات ، ويؤذي معاوية الذي أرّقه ذكر اسم «محمّد» واقترانه باسم ربّ العالمين ، ويؤذي أولاد طلحة وقتلة الحسين عليهالسلام ، كما كان يؤرق المتوكّل العباسي ، وكلّ رموز التحريف وأرباب الطموحات السلطويين ، وكلّهم من السلك القرشي
__________________
(١) أمالي الطوسي ٢٩٣.
(٢) انظر : ديوان عليّ الحمّاني ٨١ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٦ وفيه : «عليهم» بدل : «تراه».
(٣) لأنّه صلىاللهعليهوآله أمر أن لا يصلوا عليه الصلاة البتراء.