المعادي لله وللرسول ولعترة الرسول صلوات الله عليهم أجمعين.
القدرة الإلهيّة وفشل المخطّطات
إن قريشاً سعت للوقوف أمام الدعوة ودأبت على طمس معالم الإسلام ، لكن الله أبى إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (١).
وقد مرّ عليك قول معاوية بن أبي سفيان : (إلاّ دفناً دفناً) في حين أن الله سبحانه وتعالى يقول : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
وقال السدّي في تفسير قوله : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) : كانت قريش يقولون لمن مات الذكور من أولاده : أبتر ، فلمّا مات ابنه صلىاللهعليهوآله : القاسم ، وعبدالله بمكّة ، وإبراهيم بالمدينة ، قالوا : بُتِرَ ، فليس له من يقوم مقامه.
ثمّ إنّه تعالى بيّن أنّ عدوّه هو الموصوف بهذه الصفة ، فإنّا نرى أنّ نسل أولئك الكفرة قد انقطع ، ونسله عليه الصلاة والسلام يزداد كلّ يوم وينمو وهكذا إلى يوم القيامة (٢).
فقد أشار الفخرالرازي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) إلى أن الكوثر : أولاده صلىاللهعليهوآله ، قالوا : لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليهالسلام بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان.
فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثمّ العالَم ممتلئ منهم ، ولم
__________________
(١) التوبة : ٣٢.
(٢) التفسير الكبير ٣٢ : ١٣٣.