فاطمةَ حقَّها من فَدَك ، ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه ، ومن نفى أبا ذَرٍّ. ثمّ إنَّ ذلك مُحي في الليل ، فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته ، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي : «لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلىاللهعليهوآله» ، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط (١).
وفي ثامن عشر ذي الحجّة من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة (٣٥٢ هـ) عُمل عيد غدير خُمّ وضُربت الدبادب ، وأصبح الناس إلى مقابر قر يش للصلاة هناك ، وإلى مشهد الشيعة (٢).
جاء في كتاب (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار) للمقريزي : «... وفي شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة أُخذ رجل يعرف بابن أبي الليث يُنسَب إلى التشيع فضُرب مائتي سوط ودَرّة.
ثمّ ضرب في شوّال خمسمائة سوط ودَرّة ، وجُعل في عنقه غِلّ وحُبِس ، وكان يُتفقَّد في كلّ يوم لئلا يُخفّف عنه ، ويُبصَق في وجهه ، فمات في محبسه ، فحُمل ليلاً ودفن.
فمضت جماعة إلى قبره ينبشوه وبلغوا إلى القبر ، فمنعهم جماعة من الاخشيديّة والكافوريّة فأبَوا وقالوا : هذا قبرُ رافضي ، فثارت فئة ، وضرب جماعة ونهبوا كثيراً حتّى تفرّق الناس.
وفي سنة ستّ وخمسين كتب في صفر على المساجد ذكر الصحابة والتفضيل ،
__________________
(١) تاريخ الإسلام : ٨ حوادث ٣٥١ ـ ٣٨٠ هـ ، الكامل في التاريخ ٧ : ٤ ، المنتظم ١٤ : ١٤٠.
(٢) تاريخ الإسلام : ١٢ حوادث ٣٥١ ـ ٣٨٠ هـ.