لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) لعرفت أنّ المقصود منها بنو أميّةِ ؛ لما فعلوه من قبيح الأعمال ، ولا يصحّ ما قالوه بأنّ المعنيّ من الرؤيا هي الإسراء وغيرها من الأفكار الفاسدة.
وبهذا فقد عرفت أَنَّ جهلهم بالاُمور الغيبية ومكانة الرسول لم يكن عن قصور أو تقصير بَدْويَّينِ ، بل إنَّ جذوره ترجع إلى خلفيات هي أعمق ممّا قالوه بكثير.
قال الالوسي في تفسير آية الرؤيا : ... وأخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد ، قال : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله بني أميّة يَنْزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتّى مات عليه الصلاة والسلام ، وأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا). وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله بني أميّة على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : إنّما هي دنيا أُعطُوها ، فقرّت عينه ، وذلك قوله تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا) ... الخ.
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يعلى بن مرّة ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رأيت بني أميّة على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، واهتمّ عليه الصلاة والسلام لذلك ، فأنزل الله سبحانه : (وَمَا جَعَلْنَا) ... الآية»
وأخرج عن ابن عمر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «رأيتُ ولد الحَكَم بن أبي العاص على المنابر كأنّهم القردة ، وأنزل الله تعالى في ذلك (وَمَا جَعَلْنَا) ... الخ ، والشجرة الملعونة الحكم وولده» وفي عبارة بعض المفسرين : هي بنو أميّة.
وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها : أنّها قالت لمروان بن