الجملة وإن تَفاوَت»(١).
ترى ما مدى مصداقية هذا الكلام وقربه من الواقع؟ وهل من الصحيح أنّ الصحابة لم يختلفوا في الأذان كما ادّعى هذا القائل من المتأخرين؟! بل هل يصحّ ما قاله ابن حزم عن الصحابة ، كما مرّ بنا قبل قليل(٢)؟.
للإجابة عن أهمّ الملابسات والتساؤلات ، لابُدّ من البحث وتنقيح المطالب ووضع النقاط على الحروف ، فنقول مستعينين بالله :
من المفيد قبل البدء في تفاصيل هذه الدراسة أن نتعرّف على المعنى اللغويّ والمفهوم الاصطلاحي للأذان ، وبيان تاريخ تشريعه وما قيل في الملابسات الدائرة حوله.
الأذان في اللغة ، هو : مطلق الإعلام.
وفي الشرع : الإعلام والنداء للفريضة الواجبة ـ الصلاة ـ بفصول معهودة في أوقات مخصوصة ، قال تعالى : (وإذا نادَيْتُم إلى الصلاةِ اتَّخذوها هُزُواً ولَعِباً ذلك بأنَّهم قَومٌ لا يَعقِلون) (٣).
وقال جلّ جلاله : (يا أيها الذينَ آمنوا إذا نُودِي للصلاةِ من يَومِ الجُمُعَةِ فاسْعَوا إلى ذِكرِ الله وذَرُوا البَيعَ ذلكُم خيرٌ لكم إن كُنْتُم تَعلمون) (٤).
__________________
(١) سبل السلام ١ : ١٢٢.
(٢) مر في صفحة ١٨.
(٣) المائدة : ٥٨.
(٤) الجمعة : ٩.