وأيّهما البدعي إذاً؟
وما هو حكم الشهادة الثالثة التي تقول بها الشيعة الإمامية «أشهدُ أنّ عليّاً وليُّ الله» ، فهل هي من الشرع أم أنّها بدعة؟
وما هو عدد التكبيرات في أوّل الأذان ، أهي أربع تكبيرات أو تكبيرتان؟
ثمّ ما هي خاتمة الأذان ، هل هي «الله أكبر» أو «لا إله إلاَّ الله»؟
وهل أن الأذان بيان لأصول العقيدة وكلّيّات الإسلام من : التوحيد ، والنبوة
و ... ، أم أنّه مجرّد إعلام لوقت الصلاة خاصّة؟
ولماذا الاختلاف في أمر بديهيّ وإعلاميّ كهذا؟
تُرى ، هل نشأ هذا الخلاف في عصر الصحابة الذين يقال عن قرنهم إنّه خير القرون ، أو حدث في عهد التابعين وتابعي التابعين ومَن تَلاهُم؟ وهل ثمة ملابسات لهذه الأمور في الصدر الأوّل؟ أم أنّها جاءت في العصور اللاحقة؟!
لقد نقل الصنعاني كلام بعض المتأخّرين ـ وهو يسعى لرفع الخلاف في أَلفاظ الأذان ـ بقوله :
«هذه المسألة من غرائب الواقعات يقلّ نظيرها في الشريعة ، بل وفي العبادات ؛ وذلك أنّ هذه الألفاظ في الأذان والإقامة قليلة محصورة معيّنة يُصاح بها في كلّ يوم وليلة خمس مرّات في أعلى مكان ، وقد أُمر كلّ سامع أن يقول كما يقول المؤذّن ، وهم خير القرون ، في غرّة الإسلام ، شديدو المحافظة على الفضائل ، ومع هذا كلّه لم يذكر خوض الصحابة ولا التابعين واختلافهم فيها ، ثمّ جاء الخلاف الشديد من المتأخّرين ، ثمّ كلّ من المتفرّقين أدلى بشيء صالح في