يكون تشريع الأذان من الحكيم العليم؟
ألا تحمل هذه الرؤية نَيْلاً من قدسية الأمور العبادية الإلهيّة ، وتقلل من منزلتها المعنويّة؟!
ثمّ مَن هو الذي رأى في المنام ، هل هو : عبدالله بن زيد(١)؟ أو : عمر ابن الخطّاب(٢)؟ أو : أبو بكر(٣)؟ أو : أُبَي بن كعب(٤)؟ أو : سبعة من الصحابة(٥) أو : أربعة عشر منهم(٦)؟ أو أكثر من هذا العدد أو أقلّ؟
وكيف يراه هؤلاء ولا يراه النبيّ المرسل الصادق الرؤيا بلا شكّ وريب؟
وماذا نقول عن : «الصلاة خير من النوم» و: «حيّ على خير العمل»؟ وهل ثمّةَ ترابط بين رفع «حيّ على خير العمل» ووضع «الصلاة خير من النوم»؟ أم أنّ الأمر جاء بشكل عفوي دون تدبير؟!
وإذا كان الأمر عفويّاً ، فلماذا نرى أنّ من يقول بشرعيّة «حيّ على خير العمل» لا يقول بشرعيّة «الصلاة خير من النوم» ، ومن يقول بشرعيّة «الصلاة خير من النوم» يرفع «حيّ على خير العمل» من الأذان؟
وهل أنّهما شرعيان؟ أم أنّ أحدهما شرعيّ والاخر بِدْعيّ؟ فأيّهما الشرعي
__________________
(١) هو المشهور عند أهل السنّة والجماعة ، وفيه روايات كثيرة.
(٢) سنن أبي داود ١ : ١٣٤ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ح ٤٩٨. السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٩٠.
(٣) مجمع الزوائد ١ : ٣٢٩ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ، جامع المسانيد ١ : ٢٩٩ ، تفسير القرطبي ٦ : ٢٢٥ المائدة الآية ٥٨. شرح الزرقاني على الموطا ١ : ١٣٦ عن الاوسط للطبراني.
(٤) علل الشرائع : ٣١٢ ح ١ وعنه في بحار الأنوار ٨١ : ٣٥٤.
(٥) المبسوط للسرخسي ١ : ١٢٨ كتاب الصلاة باب بدء الأذان.
(٦) السيرة الحلبية ٢ : ٣٠٠ باب بدء الأذان ومشروعيّتة. وفتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين للمليباري المطبوع في هامش حاشية اغاثة الطالبين ١ : ٣٣٠ ، وشرح الزرقاني على موطا مالك ١ : ١٣٦.