وقال عزَّ مِن قائل : (ربّنا إننا سَمِعنا مُنادياً ينادي للإيمانِ أنْ آمِنوا بربِّكُم فآمنّا) (١).
وقد وردت لفظة الأذان بمعناها اللغوي في الذكر الحكيم ، كما في قوله تعالى : (وأذّنْ في الناس بالحجِّ يأتُوكَ رِجالاً ...) (٢) ، وقوله : (وأذان من الله ورسولهِ إلى الناس يَومَ الحجِّ الأكبر ...) (٣) وغيرها من الاستعمالات الكثيرة الدالَّة على معنى الإعلام والنداء.
منبهين القارئ الكريم على أن الأذان وإن كان إعلاماً للفريضة الواجبة ، إلاّ أنّه يحمل في طيّاته جوانب أُخرى وفوائد كثيرة للمرء المسلم ، سنذكر بعضاً منها ، ممّا يؤكد لنا أنَّ الأذان ليس إعلاماً محضاً للصلاة ، بل هو فصول لها أكثر من واقع في الحياة الإسلاميّة ، تَجمَع تحت ألفاظها معانيَ الإسلام وأصولَه وعقيدته.
هناك أقوال متعدِّدة ومتفاوتة في تاريخ تشريع الأذان من حيث الزمان والمكان :
أحدها : تشريعه في الإسراء والمعراج ، حيث أذَّن جبرئيل وأقام ، ثمّ صلَّى رسول الله صلىاللهعليهوآله بالأنبياء(٤).
__________________
(١) آل عمران : ١٩٣.
(٢) الحجّ : ٢٧.
(٣) التوبة : ٣.
(٤) مجمع الزوائد ١ : ٣٢٨ ، الأوسط للطبراني ١٠ : ١١٤ ح ٩٢٤٣ ، نصب الراية ١ : ٢٦٠ ، السيرة الحلبية ٢ : ٩٣.