إخماد ثورة الحسين وقتله وقتل عترة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فالأذان المشرع من الوحي كان مفخرة آل النبيّ ، وبياناً لارتفاع ذكره وذكر آله ، لا كما قيل فيه من أنواع المختلقات.
ويؤكد ذلك أنّه لمّا قدم عليّ بن الحسين بعد قتل أبيه الحسين عليهالسلام إلى المدينة استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيدالله وقال :
يا عليّ بن الحسين ، مَن غَلَب؟ وذلك على سبيل الشماتة فقال له عليّ بن الحسين : إذا أردتَ أن تعلم من غَلَب ودخل وقت الصلاة فأذِّن ثمّ أقِم (١).
وذلك أنّ ذكر الرسول المصطفى خُلّد في الأذان والإقامة رغم نصب الناصبين وعداء المعادين ، وبه خلود ذكر آل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فيكونون هم الغالبين لا بنو أميّة ولا من غصبوا الحقوق وحرَّفوا المعالم عن سُنَنها ومجاريها.
وقد كانت نعرة البغض لرهط النبي وآله مترسّخة متجذرة في نفوس الأمويين إلى أبعد الحدود ، حتّى وصلت بهم درجة الإحساس بالتعالي والتيه والكبر إلى أن يحاسبوا حتّى من يمدحهم غاية المدح فيما إذا قدّم عليهم آل الرسول ، فقد افتخر ابن ميادة الشاعر بقومه بعد رهط النبي وبعد بني مروان ، فقال :
فَضَلْنا قريشاً غيرَ رهطِ محمَّدِ |
|
وغيرطَ بني مروان أَهلِ الفضائلِ |
فقال له الخليفة الاموي الوليد بن يزيد : قدَّمْتَّ رهطَ محمّد قبلنا؟! فقال ابن ميادة : ما كنت أظنه يمكن إلاّ ذاك (٢).
فها هو الشاعر يصرّح ـ طبقاً لضرورات الدين ـ بأنه لا يمكن للمسلم إلاّ أن
__________________
(١) أمالي الطوسي ٦٨٧ ـ ٦٨٨ ، مجلس يوم الجمعة السابع من شعبان ٤٥٧ هـ.
(٢) انظر انساب الاشراف ١٣ : ١٢٨. وفيه انّ إبراهيم بن هشام بن عبدالملك قال لابن ميادة : يا ماصَّ بظر أمّه أنت فضلت قريشاً ، وجرّده فضربه مائة سوط أو أقل.