وسأل رجلُ الإمام الصادق عليهالسلام عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيتَ إن كان كذا وكذا ، ما يكون القول فيها؟
فقال له : مَه! ما أجبتك فيه شيء فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لسنا من «أرأيت» في شيء (١).
وعن الإمام الباقر عليهالسلام : ما أحدٌ أكذب على الله وعلى رسوله ممّن كذّبنا أهلَ البيت أو كذب علينا ؛ لأنّا إنّما نحدِّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن الله. فإذا كُذّبنا فقد كُذّب الله ورسوله (٢).
وقال : لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه فبيّنها لنا (٣).
وعن أبي بصير ، قال : قلت للصادق : تَرد علينا أشياءُ ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنّة ، فننظر فيها؟ قال : لا ، أما إنّك إن أصبتَ لم تُؤجَر ، وإن أخطأتَ كذبتَ على الله عزّ وجلّ (٤).
نعم ، إنّ نهج الاجتهاد كان له دعاة وأتباع استمدّوا جذورهم من مصدر غير التعبد والتسليم ، وهو أقرب إلى ما عرفوه في الجاهلية ممّا عرفوه في الإسلام وكان لهؤلاء وجود ملحوظ أيضاً في صدر الإسلام ، فقد اقترح بعض المشركين على رسول الله أن يبدل بعض الأحكام الشرعية وهو صلىاللهعليهوآله يقول : (مَايَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ) (٥).
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٨. كتاب فضل العلم باب البدع والرأي والمقاييس ح ٢١.
(٢) جامع أحاديث الشيعة ١ : ١٨١. باب حجيّة فتوى الأئمّة المعصومين ، ح ١١٤.
(٣) بصائر الدرجات : ٢٩٩ ح ٢ وانظر : ٣٠١ ح ١.
(٤) الكافي ١ : ٥٦. كتاب فضل العلم باب البدع والرأي ح ١١.
(٥) يونس : ١٥.