وفى الحديث : «يأتى على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر» والأصعر : المعرض بوجهه كبرا ، وفى الحديث «كل صعّار ملعون» أي كل ذى أبهة وكبر هو كذلك. مرحا : أي فرحا وبطرا ، والمختال : هو الذي يفعل الخيلاء وهى التبختر فى المشي كبرا ، والفخور : من الفخر وهو المباهاة بالمال والجاه ونحو ذلك ، اقصد : أي توسط ، اغضض : أي انقص منه وأقصر ، من قولهم : فلان يغضّ من فلان إذا قصّر به ووضع منه وحط من قدره ، أنكر الأصوات : أي أقبحها وأصعبها على السمع من نكر (بالضم) نكارة ، أي صعب.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه أن لقمان أوتى الحكمة ، فشكر ربه على نعمه المتظاهرة عليه وهو يرى آثارها فى الآفاق والأنفس آناء الليل وأطراف النهار ـ أردف ذلك ببيان أنه وعظ ابنه بذلك أيضا ، ثم استطرد فى أثناء هذه المواعظ إلى ذكر وصايا عامة وصّى بها سبحانه الأولاد فى معاملة الوالدين رعاية لحقوقهم ، وردّا لما أسدوه من جميل النعم إليهم ، وهم لا يستطيعون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، على ألا يتعدى ذلك إلى حقوقه تعالى ، ثم رجع إلى ذكر بقية المواعظ التي يتعلق بعضها بحقوقه ، وبعضها يرجع إلى معاملة الناس بعضهم مع بعض.
الإيضاح
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) أي واذكر أيها الرسول الكريم موعظة لقمان لابنه ، وهو أشفق الناس عليه ، وأحبهم لديه حين أمره أن يعبد الله وحده ، ونهاه عن الشرك ، وبين له أنه ظلم عظيم ؛ أما كونه ظلما ، فلما فيه من وضع الشيء فى غير موضعه ، وأما أنه عظيم ، فلما فيه من التسوية بين من لا نعمة إلا منه ، وهو سبحانه وتعالى ، ومن لا نعمة لها ، وهى الأصنام والأوثان.