على مهاجرها آلاف الثناء والتحية ، وقد انتقل ليلة ذلك اليوم وهو ليلة الخميس إلى رحمة الله ورضوانه ونعيمه الدائم وجنانه بموت الفجائة.
وكان ميلاده الشريف عند مضي النصف من ليلة الأحد الرابع والعشرين من محرم الحرام من شهور سنة الإحدى والستين بعد الألف والمائتين هجرية في النجف الأشرف.
قرأ شطرا من المعقول على المرحوم الملا باقر الشكي ، وأصول الفقه على المرحوم العلامة السيد حين الترك ، والفقه على المرحوم العالم الرباني والعلامة الثاني إمام الفقهاء والمجتهدين آية الله في العالمين مروج الدّين المبين حامي شريعة جده سيد المرسلين محيي السّنن ومميت الفتن ذي النور الساطع والنساء اللامع صاحب «البرهان القاطع» عمه السيد علي آل بحر العلوم «قدس سره» اختاره من بين علماء زمانه ، لأنه كان ـ يومئذ ـ فقيه عصره وأوانه ، وكان عمدة تحصيله للفقه عنده ، وحضر عليه الى أن توفي «قدس سره» فاستقل بالتدريس والبحث الخارج ، وكان مجدا كمال الجد ، باذلا نفسه للغاية في تحقيق مسائل الفقه ، حتى كان يتفق له ـ غير مرة ـ أنه يستغرق ليلة إلى الصبح بل الى قريب طلوع الشمس في المطالعة. وباحث أبوابا من الفقه وشطرا وافرا منه من غير تحرير وكتابة ثم أخذ في البحث في كتاب الطهارة من أولها ، وحرّر مسائلها تعليقة على (الشرائع) وهي ـ إلى الآن ـ بعدها كراريس لم تخرج الى التبييض ثم اعتراه ضعف في بصره الشريف وأخذ شيئا فشيئا في الزيادة حتى أفجع بفقده أكبر ولده ، كان له حظ وافر من العلم والأدب ، فضاق ـ إذ ذاك ـ صدره واشتدّ عليه أمره التجأ الى ربه الجليل فألهمه الصبر الجميل.
وكان يومئذ بحثه في الفقه وتحرير مسائله في (أحكام الكعب) في الوضوء ، فنقله إلى أحكام المعاملات ، لتوقف الأول على إعمال النظر أكثر