(وقد ختمت كتابي هذا بابيات ابن زيدون المغربي فهى
تنفذ في كبد المحزون نفوذ السمهرى (١))
بنتم (٢) وبنا فما ابتلت جوانحنا |
|
شوقا اليكم ولا جفت ماقينا |
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا |
|
يقضى الاسى لولا تاسينا |
حالت لبعدكم ايامنا فغدت |
|
سودا وكانت بكم بيضا ليالينا |
ليسق عهدكم عهد السرور فما |
|
كنتم لارواحنا إلا رياحينا |
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم |
|
ثوبا من الحزن لا يبلى ويبلينا |
ان الزمان الذي قد كان يضحكنا |
|
انسا بقربكم قد عاد يبكينا |
غيظ العدى من تساقين الهوى فدعوا |
|
بان نغص فقال الدهر آمينا |
فانحل ما كان معقودا بانفسنا |
|
وانبت ما كان موصولا بايدينا |
ولا نكون ولا يخشى تفرقنا |
|
واليوم نحن ولا يرجى تلاقينا |
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا |
|
أن طال ما غير الناى المحبينا |
والله ما طلبت اهواؤنا بدلا |
|
منكم ولا انصرفت عنكم امانينا |
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم |
|
رأيا ولم نتقلد غيره دينا |
يا روضة طال ما اجنت لواحظنا |
|
وردا جلاه الصبى غضا ونسرينا |
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا |
|
من لو على البعد حيا كان يحيينا |
لسنا نسميك اجلالا وتكرمة |
|
وقدرك المعتلى في ذاك يكفينا |
إذا انفردت وما شوركت في صفة |
|
فحسبنا الوصف ايضاحا وتبيينا |
لم نجف افق كمال انت كوكبه |
|
سالين عنه ولم نهجره قالينا |
عليك منا سلام الله ما بقيت |
|
صبابة بك نخفيها فتخفينا |
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية «السمهري خ ل» وهو خطأ ، والسمهري : الرمح الصليب العود لسان العرب ٤ / ٣٨٠.
٢ ـ بعدتم.