[وفي ذلك قال حسان بن ثابت :
فجاء وقد ركبا عاتقيه |
|
فنعم المطية والراكبان (١)] (٢) |
وروي عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه انه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي مات فيه وقد ضم الحسين (ع) الى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ويقول مالي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد.
ثم غشى عليه طويلا وافاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان ويقول أما ان لي ولقاتلك مقاما بين يدى الله عز وجل (٣).
ورويت الى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ اقبل الحسن فلما رآه بكى وقال الى الي فاجلسه على فخذه اليمنى.
ثم اقبل الحسين فلما رآه بكى وقال مثل ذلك فاجلسه على فخذه اليسرى.
ثم أقبلت فاطمه فرآها فبكى وقال مثل ذلك فاجلسها بين يديه.
ثم اقبل علي فرآه فبكى وقال مثل ذلك واجلسه الى جانبه الايمن.
فقال له اصحابه يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسر برؤيته فقال والذي بعثنى بالنبوة واصطفانى على جميع البرية ما على وجه الأرض نسمة احب الي منهم وإنما بكيت لما يحل بهم من بعدي وذكرت ما يصنع بهذا ولدى الحسين كانى به وقد استجار بحرمى وقبري فلا يجار ويرتحل الى ارض مقتله ومصرعه ارض كرب وبلاء تنصره عصابة من المسلمين اولئك سادة شهداء امتي يوم القيامة فكانى انظر إليه وقد رمى بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم انتحب وبكى وابكى من حوله وارتفعت اصواتهم بالضجيج ثم قام وهو ويقول اللهم انى اشكو اليك ما يلقى أهل بيتى بعدي (٤).
__________________
١ ـ من النسخة الحجرية.
٢ ـ عنه البحار : ٤٣ / ٣١٦ ، ومدينة المعاجز : ٢٥٤.
٣ ـ أخرجه في البحار : ٤٤ / ٢٦٦ ح ٢٤.
٤ ـ أخرجه في البحار : ٢٨ / ٣٧ صدر ح ١ ، وج ٤٤ / ١٤٨ ح ١٦ عن امالي الصدوق : / ٩٩ ح ٢ ، واورده في بشارة المصطفى ص ١٩٧.