هلك رايت البارحة أن منبر معاوية منكوس وداره تشتعل بالنيران فدعاهم الى الوليد فحضروا فنعى إليهم معاوية وامرهم بالبيعة فبدرهم بالكلام عبد الله بن الزبير فخافه ان يجيبوا بما لا يريد فقال انك وليتنا فوصلت ارحامنا واحسنت السيرة فينا وقد علمت ان معاوية اراد منا البيعة ليزيد فابينا ولسنا (نأمن) أن يكون في قلبه علينا ومتى بلغه انا لم نبايع إلا في ظلمة ليل وتغلق علينا بابا لم ينتفع هو بذلك ولكن تصبح وتدعو الناس وتأمرهم ببيعة يزيد ونكون أول من يبايع قال وانا انظر الى مروان وقد اسر الى الوليد ان اضرب رقابهم (١) ثم قال جهرا لا تقبل عذرهم واضرب رقابهم.
فغضب الحسين وقال ويلي عليك يابن الزرقاء أنت تامر بضرب عنقي كذبت ولؤمت نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون اينا احق بالخلافة والبيعة (٢).
فقال الوليد انصرف يا أبا عبد الله مصاحبا على اسم الله وعونه حتى تغدو علي فلما ولوا قال مروان بن الحكم والله لئن فارقك القوم لاقدرت عليهم حتى تكثروا القتلى فخرجوا من عنده وركبوا ولحقوا بمكة وتخلف الحسين.
فلما اصبح الوليد استدعى مروان واخبره فقال امرتك فعصيتني وستري ما يصير امرهم إليه فقال ويحك انك اشرت الي بذهاب ديني ودنياى والله ما احب ان ملك الدنيا لي وانى قتلت حسينا والله ما اظن ان احدا يلقى الله بدمه إلا هو خفيف الميزان (٣).
فلما اصبح الحسين لقيه مروان فقال اطعني ترشد قال قل قال بايع أمير المؤمنين يزيد فهو خير لك في الدارين.
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية : خ ل «أعتاقهم».
٢ ـ آخرجه ف البحار : ٤٤ / ٣٢٥ عن اللهوف : ١٠ مع اختلاف يسير.
٣ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٤ / ٣٢٥ عن ارشاد المفيد : ٢٢٢ ، وأورده فياللهوف : ص ١١.