واللغة والشعر والادب ، وموردا عذبا سائعا لانتهال العلوم الدينية ، والفلسفية والعربية ، وغيرها من العلوم الاسلامية ، والاداب العربية الراقية
وقد حدث عنها الدكتور البصير في (نهضته) بقوله :
«وكانت الحلة مركز نهضة ثقافية عظيمة بزغت شمسها في أوائل القرن السادس للهجرة ، وما زالت مشرقة حتى أوائل القرن العاشر ، حيث انتقلت الثقافة الاسلامية إلى كربلاء ، ثم ما لبثت أن انتقلت إلى النجف الذي لم يزل مركزا عظيما من مراكز الثقافة العربية الاسلامية» اه.
وقد نبغ في الحلة فريق عظيم ، من العلماء والفقهاء والاطباء والفلاسفة والادباء والشعراء ما لا يحصون عدا لكثرتهم ، فطبقت شهرتهم الذائعة الافاق ، وخدموا العلوم الاسلامية والفنون والاداب العربية ، خدمات جلى ، تذكر فيشكرون عليها.
وقد ذكر الخونساري في كتابه (الروضات) نقلا عن بعض الرواة الثقاة منهم الشيخ مرزا عبد الله الاصبهاني الافندي في كتابه (رياض العلماء) ما مضمونه أنه عاش في الحلة خمسمائة مجتهد في قرن واحد ، فضلا عن سائر القرون ، وهذا الاحصاء دليل من الادلة الواضحة الناصعة التي تثبت لنا رواج سوق العلم والادب والثقافة الاسلامية في هذه المدينة التاريخية في القرون المتقدمة ، وممن نبغ فيها من أساطين علماء الامامية في القرن السابع الهجري (آل نما) (١) وهي الاسرة العلمية الدينية القديمة الكريمة التي ظهرت ولمعت في الحلة واشتهر من أعلامها (١) هبة الله بن نما جد نجيب الدين (٢) وجعفر بن نما والد المترجم (٣) وعلي بن نما عمه وغيرهم كثير.
أما المقصود بهذه الترجمة من تلك الاسرة الكريمة المعروفة الحلية المولد والمسكن والنشأة ، والربعية الحسب والنسب هو صاحب المقتل المعروف (بمثير الاحزان).
__________________
(١) نما مثلثة النون مخففة الميم أو بكسر الاول وتخفيف الثاني : هو إسم رجل جد صاحب الترجمة.