الزبير (١) ، وابن عباس يروي أنه رأى رأس الكبش (٢) ما يزال معلقا عند ميزاب الكعبة قد يبس ، ويبدو أن قريشا قد توارثت قرني الكبش ، خلفا عن سلف ، وأن ذلك إنما كان من دعاوى الفخر عندهم ، وبدهي أنهم لا يتفاخرون بهما ، إن كان الذبيح إسحاق ، وليس إسماعيل ، وكل تلك الروايات إنما تدل على أن الذبيح إنما كان إسماعيل ، فهو الذي كان ـ وليس إسحاق ـ في مكة المكرمة (٣).
وأخيرا فهناك رواية تذهب إلى أن رجلا جاء إلى الحبيب المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فقال : يا رسول الله ، عد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ، فتبسم (صلىاللهعليهوسلم) ، فقيل لمعاوية بن أبي سفيان ـ وكان حاضرا ـ وما الذبيحان؟ فقال : إن عبد المطلب نذر إن سهل الله حفر زمزم أن يذبح أحد أولاده ، فخرج السهم على عبد الله أبي النبي (صلىاللهعليهوسلم) ففداه بمائة بعير ، وأما الذبيح الثاني فهو اسماعيل (٤).
__________________
(١) انظر عن هذا الحصار (٧٢ / ٧٣ ه ـ ٦٩٢ م) : ابن الأثير ٤ / ٢٢ ـ ٢٤ ، العقد الفريد ٢ / ١٨٢ ، الازرقي ١ / ١٩٦ ـ ٢٠٠ ، مروج الذهب ٥ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، الاخبار الطوال ص ٣٠٤ وما بعدها
(٢) هناك من يرى ان الذبيح إنما فدي بوعل (وهو التيس الجبلي) ، ومن يرى أنه تيس من الأروي ، ولكن الجمهور على أنه كبش ، ولذا يفضل العلماء الأضحية بالغنم عنها بالبقر والابل (تفسير الطبري ٢٣ / ٨٦ ـ ٨٧ ، تفسير القرطبي ١٥ / ١٠٧)
(٣) ابن كثير ١ / ١٥٨ ، شفاء الغرام ٢ / ٩ ، تاريخ الخميس ص ١٠٨ ، الازرقي ١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، تفسير الألوسي ٢٣ / ١٣٤ ، تفسير الطبري ٢٣ / ٨٣ ـ ٨٤ ، ٨٧ ، تفسير القرطبي ١٥ / ١٠٦ ، فتاوى ابن تيمية ٤ / ٣٣٥ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٢٩٧
(٤) ابن كثير ١ / ١٦٠ ، ابن الأثير ١ / ١٨٠ ، ابن خلدون ٢ / ٣٣٧ ، شفاء الغرام ٢ / ١١ ، تفسير الألوسي ٢٣ / ١٣٤ ، ١٣٦ تفسير البيضاوي ٢ / ٢٩٧ ، تفسير الطبري ٢٣ / ٨٥