الجنوبية (١).
هذا وتشير النقوش الثمودية إلى الحياة المستقرة التي كان يحياها القوم ، ومن ثم فقد رأينا رسما يصور لنا عملية حرث الأرض ، وهو عمل كثيرا ما تتحدث عنه النقوش ، كما كان البعض يوصف بأنه «اكّار» أي فلاح كما وردت كلمة «عيّان» بمعنى سكة المحراث ، وكل تلك ألفاظ تشير إلى مهنة الزراعة ، أضف إلى ذلك أن الإسم «رال» الذي يعني قش ، إنما يدل على زراعة أنواع مختلفة من الحبوب ، والأمر كذلك إلى لفظة «زرأ» بمعنى بذر (٢).
وهناك ما يشير إلى أن القوم قد عرفوا زراعة العنب ، بدليل وجود الإسم «عنّاب» أي تاجر العنب ، ولعل هذا يجعلنا نميل إلى يجعلنا نميل إلى أن الرأي القائل بأن زراعة الكروم لم تعرف في بلاد العرب ، إلا في القرن الرابع الميلادي ، إنما هو بعيد عن الصواب إلى حد كبير (٣).
هذا وتشير الرسوم المتعددة لشجرة النخيل إلى أن ثمارها ربما كانت الغذاء الرئيسي للثموديين (٤) ، وعلى أي حال فلا شك في أن شجرة النخيل إنما هي ملكة عالم النبات في شبه الجزيرة العربية ، ورغم تدهور قيمة التمور في السنوات الأخيرة ، فهذا لا يجعلنا ننسى أن ثمار النخيل إنما كانت إداما للعرب ، وطبا يستطبون به لمعالجة عدد من الأمراض ،
__________________
(١) خليل يحيى نامي : نشر نقوش سامية من جنوب بلاد العرب وشرحها ـ القاهرة ١٩٤٣ ص ١٠٩ ، جواد علي ١ / ٣٢٩J. Ryckmans, Graffites Thamoudeens du Yamen Septentrional, Le Museon, ٢٧, ٩٥٩١, P. P. ٧٧١ ـ ٩٨١ J. B. Philby, Sheba\'s Daughters, London, ٩٣٩١, P. ١٤٤ A. Van den Branden, Les Textes Thamoudeens de Philby, Louvain, ٦٥٩١
(٢) خالد الدسوقي : المرجع السابق ص ٢٩١ وكذاVan den Branden, les Inscriptions Thamoudeennes, P. ٠٩٥
(٣) خالد الدسوقي : المرجع السابق ص ٢٩١ ، فيليب حتى : المرجع السابق ص ٢٣
(٤) نفس المرجع السابق ص ٢٢ ـ ٢٣