يستعملها القوم في صيد الأسماك ، ولعل من المفيد هنا الإشارة إلى أنه قد عثر على سفن من نفس الطراز في صخور وادي الحمامات في صحراء مصر الشرقية ، بجوار بعض النقوش الثمودية ، الأمر الذي يحمل على الظن بأنها مراكب استعملها القوم في عبور البحر الأحمر (١) ، وإن كان هذا لا يمنع من القول بأن فريقا من المجتمع الثمودي ، إنما كان بدوا رحلا ، ومن بينهم من كان يعمل في تجارة القوافل ، أو من أهل «أهل العير» على حد تعبير النقوش (٢).
وتصور النقوش الثمودية رجالا ذوي قامة عادية ، ويبدو أنهم كانوا من العنصر ذوي الرءوس المستطيلة ـ مثلهم في ذلك مثل سكان بلاد العرب الشمالية ، وكان الرجال ذوي شعور قصيرة ، ويلبسون ازارا وحزاما في الوسط ، والرأس عادة عارية ، وإن كان الرجال ـ في بعض الأحيان ـ يلبسون غطاء رأس من القش ، كما أن هناك من يلبس ثوبا ، وعلى رأسه عمامة ، ومن يرتدي قميصا ينزل حتى الركبة ، أما النساء فكانت شعورهن طويلة ، هذا وهناك بعض المناظر التي تبدو فيها المرأة وقد حملت سلة فوق رأسها ، وارتدت توبا طويلا ينزل حتى العرقوب ، وارتدت خمارا ، هذا وتدل مناظر النساء على أن المرأة الثمودية إنما كانت شديدة الرغبة في التزين بالحلي والأساور ، فضلا عن العقود التي كانت على هيئة الهلال أو الجعل ، حتى أن المرأة التي لم تكن ترتدي حليا في جيدها إنما تسمى «آتل» ، أضف إلى أن استعمال الدهون كان شائعا بينهن (٣).
__________________
(١) Van den Branden, op - cit, P. ٠٤ F, Les Textes Thamoudeens, de Philiby, ٦٥٩١ PP. ٥٧٢ ـ ٩ F. M. Green, Notes Some Inscriptions in Etbay District, PSBA ٥٣, ٩٠٩١, PL. XXXVI
(٢) Vanden Branden ,Histoire de Thamoud ,P.٢٤ F
(٣) Van den Branden, Les Textes Thamoudeens, de Philby, P. P. ٦٥١ ـ ٤٦١, ٨٦٢