وترجمته إلى لغة مفهومة قد تكون كالتالي : «هذا جثمان امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم ، الذي عقد التاج وملك قبيلتي أسد ونزار وملوكهم ، وصد بني محج حتى اليوم ، وجاء بنجاح إلى حصار نجران عاصمة شمر ، وملك قبيلة معد ، وقسم على أبنائه الشعوب ، وجعلها فرسانا للروم ، فلم يبلغ ملك مبلغه حتى اليوم ، مات سنة ٢٢٣ يوم ٧ من شهر كسلول (٧ ديسمبر ٣٢٨ م) ، السعادة لأولاده» (١).
وأما النص الثاني ـ ويرجع إلى عام ٥٤٣ م ، أي بعد النص الأول بحوالي ٢١٥ عاما ـ وفيه يتحدث أبرهة عن تهدم سد مأرب واصلاحه ، وقد افتتحه بالعبارة التالية «نجيل وردا ورحمت رحمنن ومسحو وروح قدس» (٢).
وترجمته إلى لغة مفهومة قد تكون كالتالي «بحول وقوة ورحمة الرحمن ومسيحه والروح القدس».
وليس من شك أنه ليس واحدا من النصين يثبت أن لهجة اليمن إنما كانت تتفق ولغة القرآن الكريم التي سجل بها أصحابنا الأخباريون شعرا لعمرو بن عامر الأزدي ، أو نثرا للرجل وزوجته ، ولكن ما حيلتنا واصحابنا الأخباريون يصرون على أن ينسبوا إلى يعرب بن قحطان وإلى سبأ وإلى تبع والى الزباء شعرا عربيا فصيحا ، بل إن الأمر وصل بهم إلى
__________________
(ب) ريجيس بلاشير : تاريخ الأدب العربي ـ العصر الجاهلي ـ ترجمة إبراهيم كيلاني ، بيروت ١٩٥٦ ص ٧١
(ح) فيليب حتى : تاريخ سورية ولبنان وفلسطين ـ الجزء الأول ـ ص ٤٤٢٧ ـ جواد علي ٣ / ١٩٠ ـ ١٩٣ وكذا Rene Dussaud, Arabes en Syrie avant L\'Islam, Paris, ٧٠٩١, P. ٥٣ F. Nau, Les Arabes Chrestiens, P. ٢٣, J. Cantineau, Le Nebateen, I, P. ٢٢
(١) حسن ظاظا : الساميون ولغاتهم ص ١٦٥ ـ ١٦٦
(٢) سوف نسجل النص كاملا فيما بعد عند الحديث عن تهدم سد مأرب