وكل هذه الأودية تتجه غربا ، أما الأودية التي تتجه شرقا ، فهي : (١) وادي الجوف ، وتتجمع فيه عدة أودية. (٢) وادي مأرب : وينبع من جبل بلق ثم يتجه شرقا مارا بمدينة مأرب ـ على مبعدة ١٢ كيلومترا من سد مأرب. (٣) وادي حريب : وينبع من مرتفعات خولان الطيال (٤) وادي أملح والعقيق (٥) وادي بيجان ، وينبع من مرتفعات لواء البيضاء ثم يتجه إلى الشمال الشرقي حتى يصل إلى بيجان القصاب ، ثم تضيع مياهه شرقا في الأحقاف (١).
وتتميز هذه الأودية الأخيرة بأنها ذات أهمية تاريخية ، إذ كانت مركزا للسكنى والاستقرار ، وكان حجم التجمعات السكانية ولا شك كبيرا ، وقد دفعتهم قلة المياه في بلادهم ، مع الرغبة في زراعة أراضيهم ، إلى التفكير في إقامة السدود العديدة على مجاري الوديان ، حتى أنهم في الغالب لم يتركوا واديا يمكن استثمار جانبيه بالماء إلا حجزوا سيله بسد ، وحتى أن الهمداني يشير إلى أنه في مخلاف «يحصب العلو» وحده ثمانون سدا ، والى هذا يشير شاعرهم بقوله [وفي الجنة الخضراء من أرض يحصب : ثمانون سدا تقذف الماء سائلا] (٢).
وبقايا هذه السدود ما يزال يشهد بوجودها في مجاري الوديان ، فضلا عن بقايا المدن التي كانت تنتشر بالقرب من مجاري الوديان كذلك ، والتي من أهمها براقش ومعين التي ذكر بليني أنها كانت بلادا كثيرة الغاب والأعراس.
وأما أهم سدود اليمن القديمة هذه ، إذا استثنينا سد مأرب العظيم ، فهي : سد قصعان وربوان (سد قتاب) وشحران وطمحان وسد عباد
__________________
(١) محمود طه أبو العلا : المرجع السابق ص ٤٣ ـ ٥٢
(٢) الهمداني : صفة جزيرة العرب ص ١٠١