وما تزال ـ خصبة ، يمكن للقوم الإفادة منها إذا ما استعملوا الوسائل الحديثة لإيجاد المياه (١).
وليس من شك في أن عهد «سمه علي ينوف» من أهم عهود مكاربة سبأ (٢) ، فيما يتصل بالتأريخ لسد مأرب ، وأن أقدم ما لدينا من وثائق عنه ، إنما يرجع إلى عهد هذا المكرب ، وربما إلى حوالي عام ٧٥٠ ق. م. ، على رأي (٣) ، وإلى حوالي عام ٧٠٠ ق. م. ، على رأي آخر (٤)
وجاء «يتع أمربين» وسار على سنة أبيه «سمه على ينوف» في الاهتمام بتحسين وسائل الري في البلاد ، ويبدو أن «سد رحب» لم يف بجميع حاجيات الاراضي الصالحة للزراعة من المياه ، ومن ثم فقد عمل «يتع أمربين» على إدخال بعض التحسينات على هذا السد ، وإنشاء فروع له ، ومنها فتح ثغرة في منطقة صخرية ، حتى تصل المياه إلى أرض «يسرن» ، هذا إلى جانب تعلية سد رحب وتقويته ، أضف إلى ذلك أن الرجل إنما قام ببناء السد المسمى «هباذ». وهو أكبر من «سد رحب» ، والذي كان على الأرجح البوابة الأخرى على اليسار (٥) ، كما أقام سده الجبار المعروف باسم «سد حبا بض» الذي مكّن كثيرا من الأرض من الإفادة بأكبر كمية من المياه التي كانت من قبل تجري عبثا ، فلا تفيد زرعا
__________________
(١) جواد علي ٢ / ٢٨١ ، نزيه مؤيد العظم : المرجع السابق ص ٨٨
(٢) تقع هذه الفترة فيما بين عامي (٨٠٠ ـ ٦٥٠ ق. م.) أو (٧٥٠ ـ ٤٥٠ ق. م.) وإن كنا نفضل الرأي الذي يبدأ تأريخها بالقرن العاشر ق. م. ، وإليها تنتمي ملكة سبأ صاحبة سليمان [أنظر : جواد علي ٢ / ٢٦٩ ، BASOR ,٧٣١ ,٥٥٩١ ,P.٨٣ وكذا (Discoveries ,P.٣٧
(٣) جواد علي ٢ / ٢٨٢ وكذاDiscoveries ,P.٥٧
(٤) Ency ,of Islam ,III ,P.٠٩٢
(٥) احمد فخري : المرجع السابق ص ١٨٣ ، جواد علي ٢ / ٢٨٢ ، وكذاDiscoveries ,p.٥٧ وكذاGlaser ٣٢٥ ,٥٢٥