اختاروا واحدا من الأقيال الذين عاونوهم على نجاح مهمتهم الاستعمارية هذه ، وكان هذا الرجل هو «السميفع أشوع» والذي سبق أن أشرنا إلى أنه كان في جانب ذي نواس على غير رغبة منه ، وأنه قد تحصن بعد الهزيمة في حصن ماوية ، ثم هادن السادة الجدد ، ومن ثم فقد عينه الأحباش ملكا على حمير ، على أن يدفع لهم جزية سنوية.
وهناك نص من متحف «استنبول» ، نشره العالم البلجيكي «ج ـ ريكمانز» ، يفهم منه أن السميفع أشوع كان ملكا على سبأ ، وكان يدين بالنصرانية ، بدليل أن النص جاء فيه «باسم رحمنن وبنهو كرشتش غلبن» ، وترجمته «باسم الرحمن وابنه المسيح الغالب» (١) ، ولعل هذا النص يعضد ما ذهب إليه «بركوبيوس» من أن الذي حكم حمير بعد ذي نواس ، إنما هو «Esimiphaeus» (سام يفع أشوع ـ السميفع أشوع) (٢) ، على أنه لم يكن في الواقع إلا تابعا لملك الحبشة ، وأنه ـ كما يفهم من النص المعروف ـ (CIH ,١٢٦) ـ قد بدأ حكمه في عام ٥٢٥ م (٣)
وما أن تمضي ستون ستة ، (أي في عام ٥٣١ م) ، حتى تبدأ البقية الباقية من جنود الحبشة الثورة على «المسيفع أشوع» ، ثم محاصرته في إحدى القلاع ، وتعيين «إبراهام» ـ وهو عبد نصراني كان مملوكا لتاجر
__________________
(١) D.Nielsen ,op - cit ,P.٥٠١ ,Note ,٤ وكذاLe Museon ,٠٥٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.٢٧٢ ,٤٦٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.P.٥٦١ ـ ٧ وكذا انظرC.ContiRossini ,Storia D\'Etriopia ,I ,P.٠٨١
(٢) جواد علي ٣ / ٤٧٢ وكذاProcopius ,I ,XX ,١ ـ ٢
(٣) G. Hunt, Himyaric Inscriptions of Hisn Ghurab, ٨٤٨١ وكذا ZDMG, ٩٣, ٥٨٨١, P. ٠٣٢ J. R. Wellsted, op - cit, P. ١٢ وكذا انظرVon Maltzen ,Reise Nach ,Sudarabien ,P.٥٢٢ وكذا جواد علي ٣ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦