وزجرا لخصوم الإسلام من قريش ، ثم تثبيتا لقلب النبي (صلىاللهعليهوسلم) أمام أذى الكافرين ، حيث شاءت رحمة الله بالمصطفى المختار ، أن تخفف عنه الشدائد والآلام ، عن طريق قصص الأنبياء والمرسلين ، حيث يذكره الله ـ جل وعلا ـ بما لاقاه أخوة كرام له من عنت الضالين ، وبغي الكافرين ، فما وهنوا وما استكانوا ، وما ضعفوا وما تخاذلوا ، ولكنهم صبروا وصابروا ، ومن هنا يخاطب الله رسوله الكريم في كتابه العزيز : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ ، وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ» (١) ، كما أن في هذا القصص بيان ما نزل بالأقوياء الذين غرهم الغرور ، والجبابرة الذين طغوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، والله من ورائهم محيط (٢) ، ومع ذلك فيجب ألا يغيب عن بالنا ـ دائما وأبدا ـ أن هذا القصص إن هو إلا الحق الصراح ، وصدق الله حيث يقول (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً» (٣) ، ويقول (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ» (٤) ، ويقول : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» (٥) ، ويقول : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ» (٦) ، ويقول : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ» (٧) ، ويقول : (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ» (٨) ، ويقول : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ» (٩) ، ويقول (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ
__________________
(١) سورة هود : آية ١٢٠
(٢) محمد أبو زهرة : القرآن ص ٢٠٣
(٣) سورة النساء : آية ٨٧
(٤) سورة آل عمران : آية ٦٢
(٥) سورة البقرة : آية ٢٥٢
(٦) سورة آل عمران : آية ٣
(٧) سورة الكهف : آية ١٣
(٨) سورة فاطر : آية ٣١
(٩) سورة الرمز : آية ٢ وأنظر الآية ٤١