ديني ليقوم بنشر فكرة الكتاب المقدس التي عبر عنها القرآن (١) ، ومنها (رابعا) أنه لو كانت الفكرة اليهودية المسيحية قد تغلغلت حقا في الثقافة والبيئة الجاهلية ، لكانت هناك ترجمة عربية للكتاب المقدس ، الأمر الذي لم يثبت على الإطلاق ، بل إن الآية الكريمة (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» (٢) ، نشير إلى أنه لم يكن بين العرب من يعرف العبرية ، فضلا عن عدم وجود ترجمة عربية للتوراة (٣) ، قبل عام ٧١٨ م ، وأما ترجمة الانجيل ، فلم تكن هناك حاجة إليها ، إلا في القرن التاسع والعاشر الميلادي ، بل إن القس «شيدياك» ليصرح بأنه لم يتمكن من الرجوع بتاريخ أقدم ترجمات العهد الجديد (الانجيل) باللغة العبرية إلى أبعد من القرن الحادي عشر الميلادي (٤).
ومنها (خامسا) الخلاف الجوهري بين القرآن والانجيل في أمور
__________________
(١) مالك بن نبي : المرجع السابق ص ٣١٠
(٢) سورة آل عمران : آية ٩٣
(٣) مالك بن نبي : المرجع السابق ص ٣١١ ـ ٣١٢ ، راجع ترجمات التوراة في كتابنا «إسرائيل» ص ٤٨ ـ ٥١
(٤) انظر : شيدياك : دراسة عن الغزالي الفصل السابع ، مقالة «مس بادويك» عن أصل الترجمة العربية للكتاب المقدس ، مجلة «العالم الاسلامي» عدد آبريل ١٩٣٩ ، مدخل إلى القرآن الكريم ص ١٣٨ ـ ١٤٢ ، وكذاLeblois ,op - cit ,P.٥٣ وكذاS.Tisdll ,op - cit ,P.٥٣