متخصصة من أحبارهم ، بغية الحفاظ على مكانتها ومكاسبها ، وعن هذا يقول القرآن الكريم (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ» (١) ويقول (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ» (٢) ، ويقول : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ، وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ» (٣).
هذا وقد عمد لفيف من رؤسائهم الدينيين إلى إخفاء بعض الأسفار في الهيكل ـ وهي التي عرفت بالأسفار الخفية (٤) ـ ثم اختلفت نظرتهم إليها ، إذ كان بعضها ـ فيما يعتقدون ـ غير مقدس ، بينما بعضها الآخر موحى به من عند الله ، وإن رأي الأحبار إخفاءه في الهيكل حتى لا يطلع عليه العامة من القوم ، كما رأوا عدم إدراجه بين أسفار التوراة ، ربما
__________________
(١) سورة النساء : آية ٤٦
(٢) سورة البقرة : آية ٧٩
(٣) سورة المائدة : آية ١٣
(٤) انظر عنها كتابنا إسرائيل ص ٩٥ ـ ٩٧