فلمّا صِرتُ إلى السماء السادسة، إذاً أنا بقصر من لؤلؤة رطبة مجوَّفة ، على بابه مبكان. فقلت : يا جبرئيل ، سلهما. فسألهما : لمن هذا القصر؟ فقالا : لفتى من بني هاشم.
فلمّا صِرتُ إلى السماء السابعة ، إذاً أنا بقصر من نور عرش الله تبارك وتعالى ، على بابهملكان ، فقلت : يا جبرئيل ، سَلهما لمن هذا القصر. فسألهما ، فقالا : لفتى من بني هاشم.
فسِرنا ، فلم نزل ندفع من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور ، حتى وقفت على سدرة المنتهى. فإذاً جبرئيل ينصرف.
قلت : خليلي جبرئيل! في مثل هذا المكان ـ أو في مثل هذا السدرة ـ تخلفني وتمضي؟
فقال : حبيبي ، والذي بعثك بالحق نبياً ، إن هذا المسلك ما سلكه نبي مرسل ولا ملك مقرَّب ، أستودعك رب العزة.
وما زلتُ واقفاً حتى قُذِفتُ في بحار النور: فلم تزل الأمواج تقذفني من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور ، حتى أوقفني ربي الموقف الذي أحبُّ أن يَقفني عنده من ملكوت الرحمن.
فقال عز وجل : يا أحمد ، قف. فوقفتُ منتفضاً مرعوباً. فنوديت من الملكوت : يا أحمد.
فألهمني ربي ، فقلت : لبَّيك ربي وسعديك ، ها أنا ذا عبدك بين يديك.
فنوديت : يا أحمد ، العزيز يُقرؤ عليك السلام.
فقلت : هو السلام وإليه يعود السلام.
ثم نوديت ثانية : يا أحمد.
فقلت : لبَّيك وسعديك ، سيدي ومولاي.
قال : يا أحمد ، (آمن الرسول بما أُنزِل إليه من ربهوالمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) ١.
__________________
١. سورة البقرة : الآية ٢٨٥.