فقلت : قد (سمعنا وأطَعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) ١.
فقال الله عز وجل : (لا يكلِّف الله نفساً إلا وُسعَها لها ما كسبَت وعليها ما اكتَسبَت).
فقلت : (ربنا لا تؤاخِذنا إن نسينا أو أخطأنا).
فقال الله عز وجل : قد فعلت.
فقلت : (ربنا ولا تحمِل علينا إصراً كما حملتَه على الذين من قبلنا).
فقال : قد فعلت.
فقلت : (ربنا ولا تُحَمِّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفِر لنا وارحَمنا أنت مولانا فانصُرنا على القوم الكافرين) ٢.
فقال الله عز وجل : قد فعلت ، فجرى القلم بما جرى.
فلمّا قضيت وطري من مناجات ربي ، نوديت : إن العزيز يقول لك : من خلَّفتَ في الأرض؟
فقلت : خيرها ؛ خلَّفتُ فيهم ابن عمِّي.
فنوديت : يا أحمد ، من ابن عمك؟
قلت : أنت أعلم ، علي بن أبي طالب.
فنوديت من الملكوت سبعاً متوالياً : يا أحمد ، استوص بعلي بن أبي طالب ابن عمك خيراً. ثم قال : إلتفِت.
فالتفتُ عن يمين العرش ، فوجدت على ساق العرش الأيمن مكتوباً : «لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، محمد رسولي ، أيَّدتُه بعلي».
يا أحمد ، شققت إسمك من إسمي ؛ أنا الله المحمود الحميد. وأنا الله العليُّ ، وشققت إسم ابن عمِّك علي من إسمي ، امضِ هادياً مهديّاً. نعم المجيء جئت ونعم
__________________
١. سورة البقرة: الآية ٢٨٥.
٢. سورة البقرة : الآية ٢٨٦.