أقصى ما في الباب ، أنه يبقى التعجب ، إلا أن هذا التعجب غير مخصوص بهذا المقام ، بل هو حاصل في جميع المعجزات ؛ فالإنقلاب العصى ثعباناً يَبتَلع سبعين ألف حبل من الحبال والعصيِّ ثم تعود في الحال عصىً صغيرة كما كانت ، أمر عجيب ، وكذا سائر المعجزات» ١.
واعلَم أن عمدة الإشكال الذي هو صادر من بعض قدامى الفلاسفة بالنسبة إلى المعراج الجسماني ، مُبتنٍ على زعمهم إستحالة الخرق والإلتئام في الأفلاك بعد العبور من العناصر الأربعة : التراب والماء والهواء والنار. فأنكروا المعراج الجسماني لاستلزامه هذا المحال بزعمهم!
لكن هذه المسألة ـ يعني الإستحالة ـ مبتنية على النظرية اليونانية القديمة في الفلك بحسب الهيئة البطليموسيَّة التي أكل الدهر عليها وشرب ، وأصبحَت من الخرافات والأوهام طبق التحريّات العلمية ، والإكتشافات الأخيرة لعلماء الفلك ومراصد النجوم. فلم تبق حقيقة للأصل ، فضلاً عن الفرع.
بيان ذلك :
أنه كانت النظرية السائدة في علم الهيئة قديماً ، أن مركز العلم العُلوي ومدار الكوكب هي الأرض. فزعموا أنه تَدور جميع الكواكب حتى الشمس حول الأرض ، وتشكل الليل والنهار والشهور والسنين في دورانها.
وقالوا أن الأفلاك التي تدور حول الأرض تسعة :
١. فلك القمر.
٢. فلك عطارد.
٣. فلك الزُهرة.
٤. فلك الشمس.
٥. فلك المرِّيخ.
٦. فلك المشتري.
__________________
١. بحارالأنوار : ج ١٨ ص ٢٨٥ ـ ٢٨٦.