٧. فلك زُحَل.
٨. فلك الثوابت ، الذي يشتمل على النجوم الثوابت.
٩. فلك الأفلاك (أطلس) ، الذي ليس فيه نجم وليس بعده موجود في العالم.
وذكروا أن الأفلاك الثمانية لها حركة خاصة وسير خاص ، إلا أن الفلك التاسع هو الذي يدور حول الأرض في كل ٢٤ ساعة دورة كاملة. وهو الذي يحرِّك بقية الأفلاك السيارة ومنها الشمس والقمر ، فيحدث في الأرض الليل والنهار.
كانت هذههي العقيدة السائدة في الأفلاك ، وقد حدثت منذ القرن الثاني الميلادي ، ودامت إلى القران الخامس عشر ؛ يعني دامت مدة تقارب ١٣٠٠ سنة ، كنظرية علمية فلكية محترمة ١.
وعلى هذه النظرية ، زعم بعض قدامي الفلاسفة أن تلك الأفلاك التسعة كطبقات البصل ، على حدِّ تعبيرهم. فلا يمكن خرقها والعبور منها إلى العالم الأعلى. لكن في القرن الخامس عشر ، أدَّت الإكتشافات الرصديَّة والبحوث العلمية والدراسات الفلكية إلى خرافة تلك النظرية وإنهيار ذلك الرأي.
فتبيَّن قبل خمسة قرون تقريباً في علم الهيئة الحديثة ، أن مركز الكواكب ومدارها هي الشمس لا الأرض ـ كما تخيَّلها اليونان ـ ، وأن جميع الكواكب والنجوم السيارة ـ ومنها الأرض ـ تدور حول الشمس ، وأن الأرض مضافاً إلى حركتها الإنتقالية حول الشمس ، لها حركة وضعيَّة أيضاً تَدور حول نفسها في كل ٢٤ ساعة دوراً كاملاً مرة واحدة. وهذه الحركة الوضعيَّة للأرض هي التي تُحدِث الليل والنهار ، لا حركة الفلك التاسع ،كما توَّهمته الهيئة اليونانية.
واكتشفوا أن الأرض هي التي تَدور حول الشمس دورة واحدة كاملة ، تَحدث معها
__________________
١. هذه النظرية البائدة ، هي نظرية كلوديوس بطليموس ، الفلكي اليوناني المصري الذي نشأ في بلدة الإسكندرية في الربع الثاني من القرن الثاني الميلادي ، ومات بعد سنة ١٦١. الموسوعة العربية : ص ٣٨١.