عجائب قدرة الله تعالى ، وتعجيب لمن لم يقدِّر الله حق قدره وأشرك به غيره» ١.
و «الذي أسرَى» من الإسراء ، وهو السير ليلاً.
و «بعبده» وهو رسوله الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله الذي له كامل العبودية لله تعالى ، وهو أكمل عباده.
ولعله لذلك قُدِّمت هذه الصفة على الرسالة في الشهادة : وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
و «ليلاً» ظرف للإسراء.
قال في التبيان :
«معناه بعض الليل على تقليل وقت الإسراء ، ويقوِّي ذلك قراءة حذيفة وعبد الله : من الليل» ٢.
وأضاف في المقتنيات :
«أراد بالتنكير تقليل مدة الإسراء ، أي بعض الليل.
فإن قولك : سرتُ ليلاً ، كما يفيد بعضيَّة زمان سيرك من الليالي ، يفيد بعضيةً من فرد واحد منها. بخلاف ما إذا قلت : سرتُ الليلة ، فإنه يفيد إستيعاب السير له جميعاً» ٣.
واعلم أن من المسلَّم ، كون زمان هذا الإسراء قبل الهجرة الشريفة ، لكن اختلف في وقتها.
ففي البحار ، بيَّن الأقوال في وقت الإسراء بما نصُّه :
«قال في المنتقَى : كان المسرَى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلَت من شهر رمضان ، في السنة الثانية عشر من النبوة ، قبل الهجرة ثمانية عشر شهراً.
وقيل : ليلة سبع عشرة من ربيع الأول ، قبل الهجرة بسنة.
وقيل : ليلة سبع وعشرين من رجب.
__________________
١. محمع البيان : ج ٦ ص ٣٩٦.
٢. تفسير التبيان : ج ٦ ص ٤٤٦.
٣. مقتنيات الدرر : ج ٦ ص ٢٠٧.