وقيل : كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وشهرين ، وذلك سنة ثلاث وخمسين من الفيل.
وقال السيد ابن طاووس : رُوِي أن ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول أُسرِيَ بالنبي صلى الله عليه وآله وأضاف في موضع آخر عن ابن عباس : هي في شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين» ١.
و «من المسجد الحرام» ، أفاد في المجمع :
«إن أكثر المفسرين على أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إسراؤه من دار أم هاني أخت أمير المؤمنين عليه السلام وزوجة هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، وأن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة. فمكة يطلق عليها المسجد الحرام.
وقال بعض المفسرين : إنه كان الإسراء من نفس المسجد الحرام» ٢.
و «إلى المسجد الأقصى» ، أي الأبعد.
فُسِّر ببيت المقدس ، وهو مسجد سليمان بن داوود. وسُمِّي بالأقصى لبُعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام ، مسيرة أربعين ليلة.
وفُسِّر في بعض الأحاديث بالمسجد الأقصى في السماء ، أي البيت المعمور.
ففي تفسير القمي : عن إسماعيل الجعفي ، قال :
كنت في المسجد الحرام قاعداً ، وأبو جعفر عليه السلام في ناحية ، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ، ثم قال : (سبحان الذي أسرَى بِعَبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) ، وكرَّر ذلك ثلاث مرات. ثم التفت إليَّ فقال :
أيُّ شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية ، يا عراقي؟
قلت : يقولون : أسرى به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس.
فقال : لا ، ليس كما يقولون ، ولكنَّه أسرى به من هذه إلى هذه. وأشار بيده السماء ، وقال : ما بينهما حرم ٣.
__________________
١. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٠٢ ، ٣٨١.
٢. مجمع البيان : ج ٦ ص ٣٩٦.
٣. تفسير القمي : ج ٢ ص ٢٤٣.