وفي تفسير العياشي : في حديث سالم الحنّاط : ... عن رجل ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل؟ فقال :
المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله :
قلت : والمسجد الأقصى جُعلتُ فداك؟
فقال : ذاك في السماء ، إليه أُسرِيَ رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس؟
فقال : مسجد الكوفة أفضل منه ١.
ويستفاد من هذا أن المراد بالمسجد الأقصى هو الأقصى في السماء ، لا البيت المقدس الذي هو في الأرض.
و «الذي باركنا حوله» ، أي جعلنا البركة حوله.
فعلى تفسيرالمسجد الأقصى بما في السماء هو محل البركات القدسيَّة ، وعلى تفسيره بيت المقدس ، فهو محفوف ببركات الدين والدنيا ، فإنه مَهبط الوحى ومَعبَد الأنبياء ، من لدن النبي موسى عليه السلام. كما أنه مبارك بالثمار والأشجار ومجاري الأنهار.
و «لِنُريَهُ من آياتنا» ، أي من عجائب حججنا.
كالآيات العجيبة التي يأتي ذكرها وبيانها في الأحاديث الشريفة عند ذكر الدليل الروائي. فإنها آيات باهرات في الأرضين والسماوات ، وعِبرٌ وغُرَر من الأخبار والآثار ، خصَّ الله تعالى نبيَّه ، وأطلع عليها رسوله صلى الله عليه وآله.
قال في الكنز :
«وصَرف الكلام من الغيبة إلى التكلم لتعظيم تلك البركات والآيات» ٢.
و «إنه هو السميع البصير».
__________________
١. تفسير العياشي : ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٣.
٢. كنز الدقائق : ج ٧ ص ٢٩٩.