وواحد بالركاب وسوّى الآخر عليه ثيابه. فتَضعضعَت البراق ، فلطمها جبرئيل ، ثم قال لها : اسكني يا براق ، فما ركبك نبي قبله ولا يركبك بعده مثله.
قال : فرَقَت به ورفعَته إرتفاعاً ليس بالكثير ، ومعه جبرئيل ، يُريه الآيات من السماء والأرض.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
فبينا أنا في مسيري ، إذ نادى مناد عن يميني : يا محمد. فلم أُجِبه ولم ألتفت إليه. ثم ناداني مناد عن يساري : يا محمد. فلم أُجِبه ولم ألتفت إليه. ثم استقبلَتني إمرأة كاشفة عن ذراعيها وعليها من كل زينة الدنيا ، فقالت : يا محمد ، انظُرني حتى أكلِّمك. فلم ألتفت إليها. ثم سِرتُ فسمعت صوت أفزعني ، فجاوزت به.
فنزل بي جبرئيل فقال : صلِّ. فصلَّيت فقال : أتدري أين صلَّيت؟
فقلت : لا.
فقال : صلَّيتَبطيبة واليها مهاجرتك.
ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ، ثم قال لي : إنزِل وصلِّ. فنزلتُ وصلَّيت ، فقال لي : أتَدري أين صلَّيت.
فقلت : لا.
فقال : صلَّيتَ بطور سيناء حيث كلَّم الله موسى عليه السلام تكليماً.
ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ، ثم قال لي : إنزِل فصلِّ. فنزلت وصلَّيت ، فقال لي : أتَدري أين صلَّيت.
فقلت : لا.
قال : صلَّيت في بيت لحم بناحية بيت المقدس ، حيث وُلِد عيسى بن مريم عليه السلام.
ثم ركبتُ فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس. فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها. فدخلت المسجد ومعي جبرئيل إلى جنبي. فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام في مَن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا لي. وأقمت الصلاة ، ولا أَشُك إلا وجبرئيل يستقدمنا. فلما استووا ، أخذ جبرئيل بعَضُدي فقدَّمني، فأممتهم ولا فخر.