قال : إسباغ الوضوء في المفروضات. والمَشي على الأقدام إلى الجماعات معك ومع الأئمة من ولدك ، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والتهجُّد بالليل والناس نيام.
ثم قال : (آمَن الرسول بِما أُنزِل إليه مِن ربه).
قلت : (والمؤمنون كلٌّ آمَن بالله وملائكته وكُتُبه ورُسُله لا نُفَرِّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطَعنا غُفرانَك ربنا وإليك المصير).
قال : صدقت يا محمد ، (لا يُكَلَّف الله نَفساً إلا وُسعَها لها ما كسبَت وعليها ما اكتسبَت).
فقلت : (ربنا لا تؤاخِذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تَحمِل علينا إصراً كما حملتَه على الذين من قبلِنا ربنا ولا تُحَمِّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفِر لنا وارحَمنا أنت مولانا فانصُرنا على القوم الكافرين) ١.
قال : ذلك لك ولذرِّيتك يا محمد.
قلت : لبيك ربي وسعديك ، سيدي وإلهي.
قال : أسألك عمّا أنا أعلم به منك : من خلَّفتَ في الأرض بعدك؟
قلت : خير أهلها لها ؛ أخي ، وابن عمِّي ، وناصر دينك ، والغاضب لمحارمك إذا استُحِلَّت ولنبيك غضب النَمر إذا غضب ؛ علي بن أبي طالب.
قال : صدقتَ يا محمد ، إني اصطفيتُك بالنبوة وبعثتك بالرسالة ، وامتحنت علياً بالبلاغ والشهادة على أمتك ، وجعلته حجَّة في الأرض معك وبعدك ، وهو نور أوليائي ، وولي من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتقين.
يا محمد ، وزوَّجته فاطمة ، فإنه وصيُّك ووارثك ووزيرك ، وغاسل عورتك ، وناصر دينك ، والمقتول على سنَّتي وسنَّتك ، يقتله شقيُّ هذه الأمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثم إن ربي أمرني بأمور وأشياء ، وأمرني أن أكتمها إذ علاني نور
__________________
١. سورة البقرة : الآية ٢٨٦.