اشتقاقه منه ، لسرعته ، وهو الرَّسول للأمراء على البريد.
باب العين والشين مع الثاء
شعث : روي عن عمر أنه سأل زيداً عن الجَدِّ والإخوة فقال له : «شَعِّثْ ما كنت مُشعِّثاً» قال شمر : فسَّرهُ شعبة قال : التشعيث : التفريق. ويقال تشعَّثه الدهر ، أي أخذه. قال : وتشعّثَ مالَه ، إذا أخذَه. قال : وشَعِثْتُ من الطعام : أكلت قليلاً. ولمّ الله شَعَثه ، أي جمع ما تفرَّق منه. ومنه شَعَث الرأس.
وقال الليث : تقول رجل أشعث وشَعِثٌ وشَعْثَانُ الرأس. وقد شعِث يشعَث شَعَثاً وشُعوثة. وشعّثته أنا تشعيثاً ، وهو المغبَرّ الرأس المنتَتِفُ الشعر الحافُّ الذي لم يَدَّهن.
قال : والتشعُّث : التفرُّق والتنكّث ، كما يتشعّث رأس المسواك. والتشعُّث : انتشار الأمر. وأنشد :
لمَّ الإله به شعثاً ورمَّ به |
أمورَ أمّتهِ والأمر منتشرُ |
وقال النابغة :
فلستَ بمستبقٍ أخاً لا تَلُمُّه |
على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ |
والأشعث : اسم الوتد ، سمِّي أشعثَ لتشعُّث رأسه ؛ ومنه قوله :
وأشعث عاري الضَّرتين مُشَجَّج |
بأيدي السَّبايا لا أرى مثله جَبرا |
قال : والمشعَّث في الضَّرب الخفيف من الشعر : ما صار في آخره مكان فاعلن مفعولن كقول سلامة بن جندل :
وكأنَّ ريقتَها إذا نبَّهتَها |
صهباءُ عَتَّقَها لشَرْبٍ ساقي |
قال : ويقال في الدعاء : لمَّ الله شَعَثكم وجَمَع شَعْبكم ، ولمّ الله شَعَثَ أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، أي جمع كلمتَهم.
وقال الأصمعيّ : يقال للبُهمى إذا يَبِس سفاه : أشعث. قال ذو الرمّة :
ما زال مُذْ أوجفَتْ في كلِّ ظاهرةٍ |
بالأشعث الفردِ إلّا وهو مهمومُ |
قال الأصمعي : أساء ذو الرمّة في هذا البيت ، وإدخال «إلّا» هاهنا قبيح ، كأنه كره له إدخال تحقيق على تحقيق. ولم يُرد ذو الرمّة ما ذهبَ إليه ، إنما أراد لم يَزَلْ من مكانٍ إلى مكان يستقري المراتعَ إلّا وهو مهموم ، لأنّه رأى المراعي قد يبست. ف «ما زال» هاهنا ليس بتحقيق ، إنما هو كلام مجحودٌ فحقَّقه ب «إلّا».
باب العين والشين مع الراء
[ع ش ر]
عشر ، عرش ، شرع ، رعش ، شعر : مستعملات.
عشر : قال الليث : العَشْر عدد المؤنّث ، والعشرة عدد المذكّر ، فإذا جاوزت العشرة أنَّثت المذكر وذكَّرتَ المؤنث ، تقول عشر نسوة وعشرة رجال ، فإذا جاوزْت العشر فإنّ ابن السكيت حكَى عن الفراء تقول في المذكر أحد عشَر. قال : ومن العرب من يسكِّن العين فيقول أَحَدَ عْشَر ، وكذلك يسكّنها إلى تسعةَ عشَر ، إلّا اثني عشر فإنَ