تَعْقِلُ العاقلةُ ، قال : ما دون الثلث.
وقال ابن رَاهَوَيْهِ : لا تَعْقِل العاقلة ما دون الموضحة إنما فيها حُكومَةٌ وتحملُ العاقلة المُوضِحَةَ فما فوقها ، وقالا معاً : لا تَعْقِلُ المرأة والصبي مع العاقلة (١).
وقال الليث : كلُّ لحمةٍ يفصل بينها وبين غيرها عِرقٌ فهي مَضِيغَةٌ. قال : واللِّهْزِمَةُ مَضِيغَةٌ ، والماضِغَان : أصلا اللَّحْيَيْنِ عند مَنْبِتِ الأضراس بحيالِهِ ، قال : العَضَلَةُ مَضِيغَةٌ ، والمَضَّاغةُ : الأحمق ، والمُضَغُ من الجراح : صغارها.
وفي حديث عمر أنه قال : «إنا لا نتعاقَلُ المُضَغَ بيننا» ، قال : والمضَغُ : ما ليس فيه أَرْشٌ معلومٌ من الجراح والشِّجَاج شُبِّهت بِمُضْغَةِ الخَلْقِ قبل نفث الرُّوح فيه ، وبالمَضْغَةِ الواحدة من اللحم شُبِّهت اللُّقمة تُمضَغُ.
أبو عبيد عن الأصمعي : المَضَائغُ العقباتُ اللواتي على طرف السِّيَتَيْنِ.
غمض : قال الليث : الْغَمَضُ : ما تطامن من الأرضِ ، وجمعُهُ : غُمُوضٌ ، وأنشد :
إذا اعتسفنا رهوةً أو غمضا
ودار غامضة : غير شارعة ، وقد غَمَضتْ تغمُضُ غموضاً ، والغامضُ من الرجال الفاترُ عن الحملة ، وأنشد :
والغرب غربٌ بَقَرِيُّ فارضُ |
لا يستطيع جره الغوامض |
وحَسَبٌ غامض : غير معروف ، قال رؤبة :
بلال يا ابن الحسب الأمحاضِ |
لسن بنحسات ولا أغماضِ |
وأمر غامضٌ ، وقد غَمَضَ غُمُوضاً ، وخَلْخالٌ غامضٌ غاص قد غمض في الساق غموضاً ، وكعبٌ غامضٌ أيضاً ، ويقال : ما ذُقتُ غُمْضاً ولا غِماضاً أي : ما ذقت نوماً ، وما غمضتُ ولا أغمضتُ ولا اغتمضتُ لغات كلها ، وقد يكون التغميض من غير نوم ، ويقال : اغمض لي في البياعة : أي : زدني لمكان رداءته أو حُطَّ لي من ثمنه ، وقال الله جل وعز : (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) [البقرة : ٢٦٧] ، يقول : أنتم لا تأخذونه إِلا بوكس ، فكيف تعطونه في الصدقة.
وقال اللحياني : غَمَضَ فلان في الأرض يغمُض ويغمِضُ غموضاً إذا ذهب فيها ، قال : وأغمضتُ الميت وغمضته إغماضاً وتغميضاً ، ويقال للرجُلِ الجيد الرأي : قد أغمضَ النظر وأغمضَ في الرأي ، ومسألة غامضةٌ : فيها نظر ودقة ، ويقال : سمعت
__________________
(١) هذا النقل عن الإمام أحمد وعن إسحاق ابن راهويه حقُّه أن يكون بعد الكلام على حديث عمر الآتي : «إنا لا نتعاقل المضغ» ، وهو هكذا على الصواب في «اللسان» مادة (م ض غ).