البيت عليهمالسلام ، ومنه نستنتج أنّ إطاعة أوامرهم هي إطاعة للرسول وبالنتيجة إطاعة لله تعالى ، ولما كانت أحاديث أئمة أهل البيت عليهمالسلام بمثابة أحاديث النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يستطيع أحد أن يقول : إنّي أقبل القرآن وأرفض أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، فذلك نقض للآية المذكورة أعلاه وللآيات المشابهة.
ولذلك نقرأ في الأحاديث التي أوردها صاحب تفسير البرهان في تفسير هذه الآية ما يؤكّد هذه الحقيقة :إنّ الله وهب نبيّه حقّ الأمر والنهي في الآية المذكورة،والنّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بدوره وهب هذا الحق لعلي بن أبي طالب عليهالسلام وسائر الأئمّة عليهمالسلام من بعده ، والناس ملزمون بإطاعة أوامر هذه النخبة الطاهرة عليهمالسلام ، لأن أوامر ونواهي النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة من أهل بيته الكرام هي أوامر ونواهي الله ، وطاعتهم طاعة لله ، وهم لا يأتون بشيء من عند أنفسهم وكل ما جاؤوا به للمسلمين هو من عند الله. (١) أمّا الآية الثّانية ففيها إشارة إلى وضع نفر من المنافقين أو المتذبذبين من ضعاف الإيمان ، الذين يتظاهرون حين يحضرون عند النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمين بأنّهم مع الجماعة ، ويظهرون الطاعة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليدفعوا بذلك الضرر عن أنفسهم وليحموا مصالحهم الخاصّة ، بدعوى الإخلاص والطاعة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ).
وبعد أن ينصرف الناس من عند النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويختلي هؤلاء بأنفسهم يتجاهلون عهودهم في إطاعة النّبي ويتآمرون في ندواتهم الخاصّة ـ السرية الليلية ـ على أقوال النّبي : (فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ...).
نعرف من هذه الآية أنّ المنافقين في زمن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا لا يألون جهدا في التآمر على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم، وكانوا يخططون في اجتماعاتهم السرّية للوقوف
__________________
(١) تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٣٩٦.