ان هذا الدرس والذي يأتي يرسم خريطة التعامل مع المشركين كما يكشف خلفيات أنفسهم وسلوكهم.
بينات من الآيات :
إبلاغ الرسالة :
[٦] الهدف الاساسي للصراع مع المشركين هو إبلاغ الرسالة إليهم ، والطلب الوحيد منهم هو استماعهم لها من دون حجاب أو عقدة مسبقة. لذلك لو طلب أحد من المشركين الامان حتى يأتي الى الديار الاسلامية ويستمع من قرب الى تعاليم الرسالة ، فان الإسلام يؤمّن له طلبه ، لان كثيرا منهم يحارب الإسلام من دون وعي ولا يعلم بحقيقة الرسالة ، ثم ان لم يقتنع لا يغدر به بل يبلغه مأمنه بكل اعتزاز.
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ)
أي طلب الحماية ، وكانت تلك عادة عربية عريقة ، ان الواحد منهم يطلب من رئيس القبيلة المنيعة الجانب الحماية ، فتعطى له ويحفظ خلال فترة الاستجارة.
(فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)
لماذا يعطى للمشرك الحماية بالرغم من حربه مع الإسلام؟ لان المشركين لا يعلمون الحقيقة.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)
وهكذا ترى الإسلام لا ينسى رسالته في زحمة الصراع السياسي ، كما يؤكد على دور الاعلام الأمين في الصراع. ان علينا الا نعتبر الأعداء كتلة صخرية لا تتفتت.