فان إراقة دماء اتباعهم تزيد تلك القيادات قوة اجتماعية ، ويكرس سيطرتهم الباطلة على أتباعهم المضللين.
والواقع ان تلك القيادات لا يمكن انتظار الوفاء منها لأنها بنت حركتها على ضرب القيم السائدة ومقاومة المقاييس الاجتماعية ، ولذلك تجدها تكثر من الحلف وإعطاء العهد مع عزم مسبق على مخالفتها.
(إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ)
ولكن يجب ألّا يتحول قتال الناكثين من أجل إشباع شهوة الانتقام ، فيصبح اعتداء محرما على كرامتهم البشرية. بل يكون فقط بهدف إيقافهم عند حدهم ، واعادتهم الى شرعية القيم الاسلامية حتى يصبحوا كما غيرهم من الناس لهم حريتهم وكرامتهم وحقوقهم. لذلك أكدّ ربنا سبحانه على هذه الحقيقة قائلا :
(لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)
أيّ يمسكون أيديهم عن نقض العهد والطعن في الدين.
[١٣] واما العوامل التي تدفعنا الى قتال الناكثين فتتجسد في :
أولا : نكثهم لليمين ، ونقضهم لعهدهم السياسي مع المجتمع المسلم ، وبالتالي مخالفتهم للنظام الاجتماعي ، ذلك العهد الذي يقدمه المواطن المسلم عن طريق البيعة ويقدمه الذمي (كاليهود في المدينة ) في صيغة معاهدات ثنائية بينهم وبين القيادة ، وإذا نكث فريق عهدهم فان المجتمع المسلم يفقد حصانته ، وبالتالي يخشى ان يتحلل الآخرون من عهودهم والتزاماتهم فينهار المجتمع تماما لذلك قال ربنا :
(أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ)