بآيات الله يزدادون ايمانا ، لأن استماعهم الى الآيات يتم من دون حجاب الكفر والجحود ، أو حجاب الفجور والفسوق.
بينما يزداد المنافق باستماع الآيات كفرا وجحودا لأنه يفسرها عكسيا ، ويتحصن ضدها كلما تكررت عليه باعتباره معقّد تجاهها ، ومصمم سلفا على عدم قبولها.
(وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً)
والآيات قد تكون الناطقة وهي القرآن ، وقد تكون آيات الحياة ، فكل تطور في الطبيعة يتم وفق نظام دقيق يدل على تدبير الله ، وكل نعمة تتجددّ أو نعمة تذهب أو كارثة تكاد تقع فيدفعها الله. كل ذلك يزيد المؤمنين معرفة بالله وتسليما لقضائه سبحانه سبحانه.
جيم : وكلما زاد ايمان الفرد زاد اطمئنانه برحمة الله ، وبحسن تدبيره ، وبالتالي ازداد ثقة بأن ربه سبحانه لا يقطع به الحبل في منتصف الطريق ، وانه لو التزم بالمنهج السليم الذي أمر به الله فان سنن الحياة وقوانين الطبيعة والتأييد الغيبي سوف تساعده في شؤونه.
(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
ان الشخص الجاهلي والمتخلف يخشى الطبيعة فلا يسخرها لنفسه ، ويخشى الناس فلا يستخدم عقله بل يتبع أهواءهم ، ويخشى العطب فلا ينشط ، بينما المؤمن العارف يخشى الله تعالى ، ويتحدى الطبيعة ، ويخاف الله فيتبع عقله وهداه ، ولا يستسلم لأهواء الناس ، ويعرف مواهب الله له ، الآن ومستقبلا ، فلا يخشى العطب والتعب فيمتلئ حيوية واندفاعا ، وهذا بعض معاني التوكل على الله التي تدل أيضا