فمثلا : قد تجد كلّ جامعات الولايات المتحدة تبحث لتقدم اطروحة علمية في الفيزياء أو الكيمياء ، ويقوم العمال الخبراء في كثير من المصانع بتحويل الاطروحة الى واقع وتصنع سلاحا فتاكا يهدم حقول ومصانع الشعب الفيتنامي ، وحتى الوعاظ في كنائس امريكا قد يتحولون في ظل نظام التسلط الرأسمالي الى خدم بسطاء لاستراتيجيات البنتاغون ، فيدعمون سياسة التجنيد من أجل الحرب ضد الشعب الفيتنامي.
إذا أولئك المجاهدون الذين يهدفون تغيير النظام الفاسد ، وتحرير الإنسان من عبودية الرأسمال أو التسلط ، أولئك أعظم درجة عند الله من سائر الناس.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ)
[٢١] ولاهمية هذا العمل ، ولخطورته البالغة على حياتهم ولتضحياتهم الكبيرة في هذا السبيل فانه لا يقدم عليه الا المخلصون حقا الذين لا يحسبون لأنفسهم حسابا وانما يهدفون فقط خدمة الناس ، وابتغاء مرضاة ربهم لذلك كان جزاؤهم عظيما.
(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ)
ومن مظاهر الرحمة إسقاط الطاغوت واستخلافه ، والوصول الى سدة الحكم من أجل القيام بخدمات أكبر مما سبق.
أما الرضوان فهو تيسير أمورهم من عند الله ، وبلوغ حالة الطمأنينة والسكينة ، هذا في الدنيا.
(وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ)
دائم ولا يخشى زواله.
[٢٢] (خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)