بيد ان الهزيمة كانت تجربة صاغت نفسية المسلمين فتاب بعضهم ، فتاب الله عليهم ، (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً).
ان هذا الدرس يحدد بعض الشروط الاجتماعية للجهاد بينما حدد الدرس السابق بعضا من شروطه النفسية والثقافية.
بينات من الآيات :
المجاهد يتحدى الضغوط الاجتماعية :
[٢٣] الولاء في المجتمع المسلم يجب أن يكون للعقيدة قبل أيّ شيء آخر ، فحتى الولاء العائلي الذي يحبه الإسلام ويعتبر الأسرة الوحدة الاجتماعية الضرورية ، يجب أن يكون في اطار الولاء الايماني لا منافسا له.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ)
وقد كان هذا الانتماء الرسالي الخالص سببا في انتصار الرسالة في عصر الرسول ، يقول الامام علي (عليه السلام ) :
«ولقد كنّا مع رسول الله نقتل آباءنا .. وأبناءنا .. وإخواننا .. وأعمامنا .. ما يزيدنا ذلك إلّا إيمانا وتسليما ، ومضيّا على اللقم ، وصبرا على مضض الألم ، وجدّا على جهاد العدو .. فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر» (١)
وإذا عرفنا مدى أهمية الاسرة في الحياة العربية قبل الإسلام ، نعرف مدى
__________________
(١) نهج البلاغة / خ ٥٦ / ٩١ صبحي الصالح