والآن نجد الامة الاسلامية موزعة في أكثر من خمسة وسبعين دولة أو دويلة ، وكل يبني جيشه وثقافته على أساس تعميق التجزئة ، وتكريس الانفصال ، لذلك يسهل على الاجنبي أن يبتلعها لقمة لقمة ، ويسهل على غول التخلف الاقتصادي ان يلتهم سعادتهم ورفاههم.
ان مصادر الطاقة والمعادن والاراضي الزراعية ، والموقع الاستراتيجي في وسط العالم ، والتراث الحضاري والالف مليون إنسان كل هذه القوى لم تكن قادرة على بناء حضارتنا في القرن العشرين ، ونخشى أن يبقى الوضع هكذا في القرن الواحد والعشرين. لماذا؟
لأن الانتماء الى الذات أشدّ من الانتماء الى الرسالة وحين يكون الانتماء الى الرسالة ضعيفا فان الرؤية تكون محدودة ومسجونة في جدران الذاتية المغلقة ، ولذلك أكدت الآية الكريمة على أن الانتماء الى الذات والى المصالح الذاتية سيكون سببا للضلالة لأنه فسق.
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)
وحين يكون انتماء الفرد الى ذاته ومصالح ذاته ، فان ممارسته ستكون أيضا خاطئة ويكون فاسقا ، وحينئذ يرى العالم بنظارة ذاته فلا يراه على حقيقته فتنزل عليه الكارثة.
دروس من حنين :
[٢٥] وكمثل على هذه الحالة الشاذة يقصّ علينا ربنا قصة المسلمين في حنين ، حيث توكل المسلمون على كثرة عددهم لا على ربهم وتضحياتهم فانهزموا.
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)